لقد أصبح الطلاب يزهدون في التربية الإسلامية بكل فروعها ، ونلاحظ هذا إذا قلنا لهم : خذوا هذه الحصة في لعب الكرة ، فيهللون ويصفقون . وهذا في نظري الشخصي وخبرتي ـ يرجع إلى هذه الأسباب وأهمها :
عدم اهتمام وحماس وتفاعل المعلم ، إذ أنَّ التلميذ يتأثر به ، فيشرع في تقليده .
ومن المعلوم بداهة أن الفرع يتبع الأصل ، وأنه لا يستقيم الظل والعود أعوج ، وأن لكل مقتدٍ مثلاً يحتذيه.
والمعلم بصفة خاصة هو القدوة لتلميذه ، إذ أن الصبي قادر على النقد الصامت ، بل هو ميزانه الخفي الذي لا يستعمله عن قصد وفن ، ولكن يميز به بين الطيب والخبيث ، بغريزة فطرية أودعها الله في فطرته النقية ، هذا إذا كان الطالب صبياً. أما إذا كان بالغاً فإنه قادر على الازدراء ، وربما التهكم ، ويستطيع النقد بفن وقصد ، وغالباً ما يكون النقد أو التهكم من وراء ظهر المعلم. لذلك فإن المعلم الذي لا يتفاعل بصدق مع تلاميذه ، لا يمكنه أن يؤثر تأثيراً عملياً صحيحاً ، وهذا ما يدفع التلميذ إلى عدم احترامه ، إن لم يكن في مواجهته ، فمن وراء ظهره ، حينما يختلي بأقرانه .
وربما تأثر التلميذ به فيشرع في تقليده ، وإذا كان أمر المعلم كذلك ، أعدمت الفائدة . إن عملية التعلم والتعليم تقوم على التفاعل المستمر بين الموقف التعليمي: ( المعلم ـ الطالب ـ المناهج ) فكيف نضمن استمرار هذا التفاعل إذا أعدم العنصر الأساسي وهو المعلم ؟! وكيف يؤثر في بناء شخصية الطالب ، وتنمية الانضباط الذاتي لديه ؟!
وكيف يؤثر في تلاميذه ويزرع في نفوسهم حب العلم والتعلم ؟!
1 ـ عدم التوافق بين أسلوب عرض المعلم للمادة وبين عقلية الطالب المعاصرة ، إذْ أنَّ المعلم يعرض المادة بأسلوب عقيم يرجع إلى الأزمنة المتقدمة .
2 ـ عدم ربط التربية الإسلامية بالمشكلات المعاصرة ، والتقنية الحديثة ، وما يستجدُ من مطبوعات تجمع بين التفاهة والتضليل .
3 ـ عدم ربط العلوم بالحاسب الآلي بصفة خاصة ، إذْ أنَّ الحاسب في زماننا هذا استطاع أن يؤثر على عقول الأولاد ، وبسرعة رهيبة ينقلهم من عالم إلى عالم ، ومن زمن إلى زمن .
فما هو المانع من الاستفادة من الحاسب الآلي في تلقين القرآن وحفظه وتسميعه وتلاوته وطُرُقِ تدريس جميع العلوم .
الاستفادة من الحاسب الآلي في تطوير الذات وتنمية المعلومات وإعمال العقل ، إذْ أنَّ إعمال العقل شرفٌ ومواكبة لواقع الحياة التي أصبحت تضج بالتقنيات التي تسابق الزمن ، حيث يعيشُ من لا يواكبها طفيلياً على الحياة نشازاً في كيانها واغلاً على مائدتها.