إن طبيعة العصر الذي نعيش فيه ـ جميعاً ـ بحر متلاطم الأمواج ، سفينة النجاة فيه التمسك بتعاليم الدين الحنيف قولا وعملا ، وشاطئ الأمان فيه التسلح بالعلم والتحلي بمكارم الأخلاق.
فإذا كان الأبناء ثمرة جهود مضنية من العناء والسهر ، فإن المسئولية الكبيرة تقع على كاهل الآباء في متابعة أبنائهم ، والوقوف علي سلوكهم وتصرفاتهم ، ولا ينبغي للآباء أن ينتحلوا أعذاراً تحول دون متابعة أبنائهم ، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى انحراف الأبناء ، وهذا بدوره يؤثر عليهم وعلى المجتمع .
ولا ينبغي أن ينخدع الآباء بتصرفات الأبناء ، فهناك من الأساليب الملتوية ما تمكن الأبناء من الاستحواذ على مشاعر الآباء فتدفعهم إلى التصديق والاعتقاد بحسن النوايا .
وبقدر ما يكون الحرص والاهتمام من الآباء ، بقدر ما يكون العطاء والنجاح ، وبهذا نخدم أنفسنا ونخدم أوطاننا.
قال أحمد شوقي:
ليـــــــسَ اليتيمُ من انتهى أبواهُ * من هـمِّ الحـياةِ ، وخلّفاهُ ذليـلا
فأصـابَ بالدنيـا الحكيمـة منهما * وبحُسْنِ تربيـةِ الزمـانِ بديـلا
إنَّ اليتيمَ هـوَ الذي تلقـــــى لَـهُ * أمّاً تخلّــــــتْ أو أبَاً مشغـولا .