الرسم في اللغة الأثر ، والمراد به هنا : مرسوم القرآن . ويرادفه الخط .
وهو في اللغة : الطريقة المستطيلة في الشيء . وجمعه : أخطاط وخطوط . ويرادفه الكتْبُ بالقلم .
ورسم القرآن توقيفي . وعلى ذلك جمهور علماء الأمة . فقالوا : إن كتابة المصحف بالرسم العثماني أمر توقيفي لا يجوز العدول عنه إلى غيره ، لأن هذا الرسم كتب به كتاب الوحي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وعلى رأسهم زيد بن ثابت وقد أقرهم الرسول على ذلك ، وارتضاه لهذا الكتاب ، وهكذا في عهد أبي بكر ، ثم حذا حذوه عثمان بن عفان في خلافته ، ومن حكمة الله وتدبيره أن جعل زيد بن ثابت هو الكاتب في المرات الثلاث ، وفي عصر التابعين وتابعيهم لم يتغير الرسم العثماني ، ولم يختلف في ذلك أحد. وبقي الرسم العثماني مقدساً لا يمس استقلاله ولا يستباح حماه.
أنواع الخطوط : ـ
الخطوط ثلاثة أنواع : ـ
1 ـ خط قياسي ، وهو الأصل :ـ
تعريف الخط القياسي : ـ هو تصوير اللفظ بحروف هجائه .
ومعناه : أن يطابق المكتوب المنطوق به في ذوات الحروف وعددها .
أما أسماء الحروف فإنه يقتصر فيها على أول الكلمة نحو : [ق~ ـ ن~]. والقياس أن تكتب هكذا : قاف ، نون .
ولكن اقتصروا على أوائلها فخالفت بذلك النطق.
وكذا الحروف المفتتح بها في أوائل السور ، لأنهم أرادوا وضع أشكالاً لها تميزها عن غيرها من الأحرف ، لأن أسماء مدلولاتها أشكال خطية ، فلفظ قاف يدل على شكلها هكذا : ق .
2 ـ الخط الاصطلاحي ، وهو المعروف بالعثماني.
تعريفه : هو علم يعرف به مخالفة المصاحف العثمانية لأصول الرسم القياسي.
موضوعه : حروف المصاحف من حيث ما يعرض لها من الحذف والإثبات والزيادة والنقص والفصل والوصل.
واضعه : الصحابة رضوان الله عليهم ، لحكم وأسرار تشهد لهم بالفضل والفخار ، في هذا المضمار.
ولا يلتفت لما ذكره بعضهم مثل ابن خلدون من رميه الصحابة بعدم معرفتهم وإجادتهم لفن الرسم.
فائدة الخط العثماني : ـ
1 ـ تمييز ما وافق رسم المصحف من القراءات ، فيقبل ، وما خالفه فيرد .
2 ـ قال الإمام أحمد : تحرم مخالفة مصحف عثمان في واو أو ياء أو ألف.
ونقله الجعبري عن الأئمة الأربعة .
3 ـ وعلى هذا فكل قراءة تخالف رسم المصحف العثماني لا تقبل ، ولا يقرأ بها ، وإن جاءت ظاهرة الوجه في العربية .
4 ـ وقد أجمع القراء على لزوم إتباع رسم المصحف ، فما كان مكتوباً بالتاء وقفوا عليه بالتاء ، وما كان مكتوباً بالهاء وقفوا عليه بالهاء ، إلا مواضع ورد فيها الخلاف وهي محل الدراسة.
وخلاصة القول : أن رسم المصحف توقيفي لأنه من السنة العملية بإقرار الرسول صلى الله عليه وسلم .