تاريخ تأليف علم التجويد والقراءات
بعد ما كثرت الفتوحات الإسلامية ، وانضوى تحت راية الإسلام كثير من الأعاجم ، واختلط اللسان الأعجمي باللسان العربي ، وفشا اللحن على الألسنة ، فخشي ولاة المسلمين أن يؤدي ذلك إلى التحريف في كتاب الله ، فلجأوا إلى ما يكفل صيانة كتاب الله من اللحن والتحريف ، فأحدثوا فيه النقط والشكل بعد أن كان المصحف العثماني خالياً منها ، ثم وضعوا قواعد التجويد. وقيل أن أول من وضع قواعد التجويد العلمية هو الخليل بن أحمد الفراهيدي.
وقد كانت بداية النظم في علم التجويد قصيدة : موسى بن عبيد الله بن يحي بن خاقان أبو مزاحم الخاقاني ،
المتوفى سنة : 325 هـ وعددها [ 51 ] بيتاً ، وشرحها جماعة من العلماء وحققها عبد العزيز قاري.
وأما القراءات :
فلعل أول من جمع هذا العلم في كتاب هو الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام وذلك في القرن الثالث الهجري وسماه
( القراءات ) وتوفي ابن سلام بمكة سنة : 224 هـ .
وقيل إن أول من جمع القراءات ودونها : أبو عمر حفص الدوري ـ راوي البصري والكسائي ـ المتوفى سنة: 246 هـ
واشتهر في القرن الرابع أبو بكربن مجاهد وهو:
أول من أفرد القراءات السبعة في كتاب أبو بكر بن مجاهد البغدادي ، المتوفى سنة : 324 هـ .
وجاء بعده أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني في القرن الخامس ووضع كناب ( التيسير ) وتوفي أبو عمرو ببلاد الأندلس سنة : 442 هـ.
والراجح : 444 هـ .
أما في القرن السادس فقد اشتهر نظم الشاطبية للإمام : أبو القاسم محمد بن فيرة الشاطبية المتوفى بالقاهرة سنة:590 هـ.
ثم توالت بعد ذلك الأئمة الأعلام لخدمة هذا العلم تصنيفاً وتحقيقاً ، ولعل أبرزهم إمام المحققين أبا الخير محمد بن محمد ابن الجزري ، ولد في دمشق سنة : 751 هـ ألف كتاب ( النشر في القراءات العشر )
ونظم ( طيبة النشر ) في القراءات العشر ، ونظم في التجويد ( المقدمة الجزرية )
وتوفي في شيراز سنة : 833 هـ .