السكت : هو قطع الصوت زمناً يسيراً من غير تنفُس . ومقداره حركتان ، وهو مقيد بالسماع فلا يجوز إلا فيما صحت به الرواية.
وقد ثبت عن حفص أنه قرأ بالسكت فيما يلي:
1 ـ قرأ حفص بالسكت على الألف المبدلة من التنوين في كلمة [عِوَجًا] {الكهف:1} سكتة لطيفة من غير تنفس بمقدار حركتين ، إشعاراً بأنَّ كلمة [قَيِّمًا] {الكهف:2} ليس متصلاً بكلمة [عِوَجًا]
أي ليس وصفاً له ، لأنَّه يؤدي إلى فساد المعنى ، فقوله تعالى [قَيِّمًا] حال من الكتاب ، أو مفعول لفعل محذوف تقديره [ جعله قَيِّمًا] .
2 ـ قرأ حفص بالسكت على ألف [مَرْقَدِنَا] {يس:52}
ويبتدئ بــــ [هَذَا] {يس:52} لئلا يوهم الوصل أنه صفة لـــ [مَرْقَدِنَا]
وليس كذلك بل هو كلامٌ مبتدأ به وليس تماماً لما قبله.
3 ـ قرأ حفص بالسكت على نون [مَنْ رَاقٍ] {القيامة:27}
لئلا يتوهم أنها كلمة واحدة ، أو أنه صيغة مبالغة من المروق ، وليس كذلك ، بل إنَّ [رَاقٍ] فاعل من الرقية ، وقيل من الرقي بالروح إلى السماء.
4 ـ قرأ حفص بالسكت على لام [بَلْ رَانَ] {المطَّففين:14}
لأنَّ الوصل يوهم أنها مثنى برٍّ ضد البحر ، وليس كذلك ، فإنَّ بل حرف إضراب وران فعل ماضٍ.
وقرأ الباقون بغير سكت على الأصل في الأربعة.
ولا يخفى علينا أنَّ القراءة سُنَّةٌ متبعة ونقل محض ولا مجال فيها للقياس اللغوي أو الاستحسان العقلي.ولا دخل فيها لملكٍ مقرب أو لنبيٍ مرسل.
وإنما نُقِلَت لنا عن طريق التواتر بالسند المتصل إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فقد نُقِلَ إلينا كتاب الله ( القرآن الكريم ) نقلاً متواتراً بجميع قراءاته ورواياته المتواترة كما كان ينطقه ويقرأه رسول الله عليه الصلاة والسلام . وقراءة القرآن سُنَّةٌ مُتَبَعَةٌ نقلها الخلف عن السلف ، وتواتر قراءة القرآن الكريم لا يزالُ يمضي ويسير من زمن رسول الله إلى زمن أئمة القراءات إلى زماننا هذا وإلى مَنْ بعدنا ومَنْ يليهم وهكذا إلى نهاية الحياة الدنيا.
5 ـ قرأ حفص بالسكت بين الأنفال والتوبة وله أيضاً القطع والوصل.
ووجه السكت بين براءة وأواخر ما قبلها من سور القرآن ، قيل أنهما آيتان ، وقيل إنهما سورتان.
6 ـ قرأ حفص بالسكت على هاء [مَالِيَهْ] {الحاقَّة:28}
وذلك عند وصلها بهاء [هَلَكَ ] {الحاقَّة:29}
سكتة لطيفة بدون تنفس إجراءً للوصل مجرى الوقف.
وله وجه آخر : وهو إدغامها في الهاء بعدها إجراءً لها مجرى غيرها من الحروف.
قال ابن خالويه: وميزان هاء السكت في آخر الكلام كألف الوصل في أوله. أي أنه يتبين بها حركة ما قبلها في الوقف ، فلما اتصل صار عوضاً منها ، فاستغنوا عنها.