باب المد والقصر
المد لغة ً : مطلق الزيادة ، واصطلاحاً : إطالة الصوت بحرف من حروف المد الثلاثة عند ملاقة همز أو سكون .
وحروف المد :
1 ـ الألف اللينة ، المفتوح ما قبلها.
2 ـ الواو الساكنة المضموم ما قبلها.
3 ـ الياء الساكنة المكسور ما قبلها .
وقد اجتمعت الحروف الثلاثة في نحو : [نُوحِيهَا] {هود:49}
وتسمى هذه الحروف : حروف مد ولين ، لامتدادها في لين وعدم كلفة ،
كما تسمى : جوفية . لخروجها من الجوف .
وتسمى : هوائية . لقيامها بهواء الفم .
وتسمى : خفية . لخفاء النطق بها . ( )
فهي أخفى الحروف ، وأخفاهن الألف ، ثم الياء ، ثم الواو .
قال العلماء : وإنما خصت هذه الحروف بالمد دون غيرها لأنها أنفاس قائمة بهواء الفم ، وحركاتها في غيرها ، فلذا قبلت الزيادة ، بخلاف غيرها فإن لها حيزاً محققاً ، وحركاتها في نفسها فلم تقبل الزيادة.
واعلم أن كل حرف مد فهو حرف لين ، فالمد لا ينفرد عن اللين .
وقصارى القول : أن الألف لا تكون إلا حرف مد ولين ، لسكونها وانفتاح ما قبلها دائماً.
وأن الواو والياء يكونان حرفي مد ولين ، إذا سكنت الواو بعد ضم وسكنت الياء بعد كسر،
ويكونان حرفي لين فقط إذا سكنا وانفتح ما قبلهما.
أقســـــــــام المد
1 ـ المــد الأصلي : هو المد الطبيعي الذاتي الذي لا تقوم ذات الحرف إلا به ، ولا يتوقف على سبب من همز أو سكون ، بل يكفي فيه وجود أحد أحرف المد الثلاثة ،
وسمي طبيعياً لأن صاحب الطبيعة السليمة لا يزيد فيه ولا ينقص عن مقداره.
ومقداره ألف ، والألف حركتان ، والحركة مقدار قبض الإصبع أو بسطه ، مثل : قال ، يقول ، قيل.
وإن شئت قلت : المد الأصلي هو حرف المد واللين الذي ليس قبله همز ، وليس بعده همز ولا سكون.
وقد اجتمعت حروف المد الثلاثة التي يقال لكل منها: مـد أصلي في نحو: [نُوحِيهَا] {هود:49}
لأن كل حرف مد ولين منها ، لم يسبق بهمز ، ولم يلحق بهمز ، ولا سكون .
2 ـ المــــد الفرعي
المد الفرعي هو حرف المد واللين الذي سبقه همز ، أو لحقه همز أو سكون.
وسمي فرعياً لتفرعه من الأصلي.
وأسباب المد الفرعي ، هما : الهمز ـ سواء كان قبله أم بعده ـ والسكون ـ سواء كان أصلياً أم عارضاً.
والهمز سبب لثلاثة أنواع : البدل ، والمتصل ، والمنفصل .
والسكون سبب لنوعين : اللازم، والعارض للسكون.
وذلك أن الهمز إما أن يكون سابقاً على حرف المد ، أو لاحقاً له ، فإن كان سابقاً عليه فهو مد البل.
وإن كان لاحقاً له ، فإن كان معه في كلمة فهو المتصل.
وإن كان في كلمة أخرى فهو المنفصل.
وأما السكون فلا يكون إلا لاحقاً لحرف المد ،فإن كان ثابتاً في الحالين فهو اللازم.
وإن كان ـ السكون ـ في الوقف فقط فهو العارض.
وبناءً على هذا يكون المد الفرعي خمسة أنواع ، وهاك بيانها على هذا الترتيب.
النوع الأول : مـد البدل:
وهو الذي يكون قبل حرف المد همز، ولا يكون بعده همز ولا سكون، نحو : [آَمَنَ] [أُوتِيَ] [إِيمَانًا]
وسمي بدل : لإبدال همزته الثانية حرف مـد.
ذلك أن أصل [آَمَنَ] [ أَأْمن ] بهمزتين ، الأولى مفتوحة والثانية ساكنة.
فأبدلت الهمزة الثانية الساكنة حرف مـد ألفاً ، لأنها من جنس حركة ما قبلها.
وهذه التسمية باعتبار الغالب والكثير ، فإن من أمثلة مد البدل ، ما لا يكون حرف المد فيه ، بدلاً من الهمز، نحو : [قُرْآَنٍ] [إِسْرَائِيلَ] [مَسْئُولًا]
وحكم هذا النوع : حفص ليس له فيه إلا القصر.
النوع الثاني :
المــد المتصل:
وهو أن يأتي بعد حرف المد همز متصل به ، في كلمة واحدة ، سواء كان الهمز في وسط الكلمة نحو :
[المَلَائِكَةِ] [لِيَسُوءُوا] [هَنِيئًا مَرِيئًا]
أم كانت الهمزة في أخر الكلمة نحو : [يَشَاءُ] [قُرُوءٍ] [النَّسِيءُ]
وسمي هذا المد : متصلاً. لاتصال حرف المد بالهمز في كلمة واحدة .
وحكمه : وجوب المد أربع أو خمس حركات .
ولكون حكمه وجوب المد سمي المد الواجب.
وحكمة وجوب مده: أن حرف المد ضعيف خفي ، والهمز صعب قوي ، فزيد في المد تقوية للضعيف عند مجاورة القوي ، وتوصلاً إلى النطق بالهمز على حقه نظراً لشدته وجهره.
ليكون صوناً لحرف المد عن أن يسقط عند الإسراع في القراءة ، لخفائه، وصعوبة النطق بالهمز.
النوع الثالث :
المــــــد المنفصــــــل:
وهو أن يأتي بعد حرف المد همزٌ ، ويكون حرف المد في كلمة والهمزة في الكلمة التي تليها،
سواء كان حرف المد ثابتاً وصلاً ورسماً نحو : [وَمَا أُنْزِلَ] [قُوا أَنْفُسَكُمْ] [رَبِّي أَعْلَمُ]
أم كان حرف المد ثابتاً في اللفظ دون الرسم نحو : [يَا أَيُّهَا] [هَاأَنْتُمْ] [وَلَهُ أَسْلَمَ] [يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ] [بِهِ إِلَّا]
وسمي منفصل لانفصال حرف المد عن الهمز في كلمتين.
وحكمه :
جواز قصره بمقدار حركتين ، وتوسطه بمقدار أربع حركات أو خمس .
ولكون حكمه جواز القصر والتوسط ، سمي المد الجائز.
الخميس سبتمبر 22, 2011 11:15 pm
