أولاً : حكم الراء في حالة الوصل
الراء في حالة الوصل ، إما متحركة وإما ساكنة .
فالمتحركة في حالة الوصل : إن كانت مكسورة ، فلا خلاف في ترقيقها وصلاً ، سواء أكانت الكسرة أصلية أم عارضة ،
وسطاً أم طرفاً ، منونة أم غير منونة ، سكن ما قبلها أم تحرك بأي حركة ، وقع بعدها حرف استعلاء أم حرف استفال، في اسم أم في فعل .
نحو : [رِزْقًا] [وَأَنْذِرِ النَّاسَ] [الغَارِمِينَ] [فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ] [وَلَيَالٍ عَشْرٍ]
وأما إن كانت الراء المتحركة : مفتوحة أو مضمومة ، وجب تفخيمها مطلقاًـ أي في حالة الوصل ـ
نحو : [رَبَّنَا] [وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ] [سَنَفْرُغُ] [رُزِقُوا]
الراء الساكنة في حالة الوصل
ترقق الراء الساكنة في حالة الوصل إن كانت بعد كسر أصلي متصل بها ـ أي في كلمتها ـ ولم يقع بعدها حرف استعلاء في كلمتها ـ أيضاً ـ نحو : [فِرْعَوْنَ] [لَشِرْذِمَةٌ] [مِرْيَةٍ]
أما إن وقع بعدها حرف استعلاء في كلمة أخرى فترقق ـ أيضا ـ ولا عبرة بحرف الاستعلاء بعدها .
نحو : [وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ] [فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا]
وأما إن وقع بعدها حرف استعلاء في كلمتها فتفخم ، ولم يقع بعدها حرف استعلاء في كلمتها ، إلا في خمس كلمات وهن : [قِرْطَاسٍ] [فِرْقَةٍ] [إِرْصَادًا] [مِرْصَادًا] [لَبِالمِرْصَادِ]
وتفخم الراء الساكنة ـ وصلا ـ فيما عدا ذلك ، أي إذا وقع قبلها ضم أو فتح ، أو وقعت بعد همزة ، الوصل،
نحو : [القُرْآَنُ ] [تَرْمِيهِمْ] [وَارْزُقْنَا] [أَمِ ارْتَابُوا] [لِمَنِ ارْتَضَى]
وأما كلمة : [فِرْقٍ] {الشعراء:63} فيجوز في الراء الأمران ، فمن فخم نظر إلى وجود حرف الاستعلاء بعد الراء .
ومنهم من رققها للكسر الذي في حرف الاستعلاء ، لأن حرف الاستعلاء قد انكسرت صولته وجولته ، لتحركه بالكسر المناسب للترقيق ،
وقيل رققت لكسر ما قبلها وما بعدها ،
فيكون وجه ترقيقها ضعفها لوقوعها بين كسرتين ، حتى ولو سكنت القاف في الوقف ، نظرا لعروض هذا الساكن .
وقال الداني : والوجهان جيدان ، ولكن الراجح هو الترقيق ، وهو المأخوذ به المعول عليه .
حكم الراء في حالة الوقف
عند الوقف على الراء المتحركة المتطرفة التي سكنت للوقف ـ لا ننظر لحركة الراء ، وإنما ننظر إلى حركة الحرف الذي قبل الراء .
فإذا عرفت ذلك ، فاعلم أنه يجب ترقيق الراء المتطرفة المتحركة التي سكنت للوقف فيما يأتي : ـ
1 ـ إذا كان قبلها كسرة ، نحو: [مُقْتَدِرٍ] [لَنْ نَصْبِرَ] [السَّرَائِرُ] [فِيهَا صِرٌّ]
2 ـ إذا قبلها ياء ساكنة : [ذَلِكُمْ خَيْرٌ] [لَا ضَيْرَ] [قَدِيرٌ] [عَسِيرٌ]
3 ـ إذا وقعت بعد حرف ساكن مستفل ، وكان قبله كسر نحو : [فِي سِدْرٍ] [وَلَا بِكْرٌ] [الشِّعْرَ]
4 ـ وأما إذا وقعت الراء بعد حرف ساكن مستعلٍ وكان قبله كسر ـ ولم يقع ذلك إلا في كلمتي [مِصْرَ] [عَيْنَ القِطْرِ]
فإنه يجوز التفخيم والترقيق في لفظ : [مِصْرَ] [عَيْنَ القِطْرِ] ولكن المعول عليه في [مِصْرَ] التفخيم ,
وفي [عَيْنَ القِطْرِ] الترقيق ، نظراً لحال الوصل ، وعملاً بالأصل فيهما.
5 ـ وتفخم الراء وقفاً فيما عدا ذلك.
أحكام خاصة للراء عند الوقف عليها
1 ـ قوله تعالى : [فَأَسْرِ] [أَنْ أَسْرِ]
يجوز تفخيم الراء وترقيقها في الوقف.
2 ـ كلمة : [إِذَا يَسْرِ] يجوز فيها الأمران ، والترقيق أولى .
3 ـ كلمة : [وَنُذُرِ] في سورة القمر في مواضعها الستة .
إذا وقفت عليها بالسكون يجوز فيها الترقيق والتفخيم ، ولكن الترقيق أولى ،
لأن الأصل : ونذري ثم حذفت الياء ، فبقي الترقيق ليدل على الأصل وهو الياء .
ويقال هذا أيضاً في كلمة : [الجَوَارِ] في مواضعها الثلاثة : ـ الشورى ، الرحمن ، التكوير.
لأن أصلها : الجواري بالياء أيضاً .
تتمة
إذا وقفت على الراء بالسكون المحض ، أو مع الإشمام ، ففخمها أو رققها ، طبقاً للقواعد التي ذكرتها لك.
وأما إذا وقفت عليها بالروم ، فإن كانت ترقق عند الوصل ، فترقق عند الروم .
إن كانت تفخم حال الوصل ، فتفخم حال الروم.
قال الشاطبي يرحمه الله تعالى : ـ
ورومهم كما وصلهم فابل الذكاء مصقلا.