الاستعاذة
الاستعاذة هي قولنا : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
والتعوذ ليس من القرآن بالإجماع ، ولفظه لفظ الخبر ، ومعناه الإنشاء، أي اللهم أعذني من الشيطان الرجيم.
اتفق العلماء على أن الاستعاذة مطلوبة من مريد القراءة ، واختلفوا بعد ذلك في هذا الطالب ، هل هو على سبيل الوجوب أو علي سبيل الندب؟
فذهب جمهور العلماء وأهل الأداء إلى أنه على سبيل الندب ، وحملوا الأمر في قوله تعالى :[وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ] {الأعراف:200}
على سبيل الندب ، فلو تركها القارئ لايكون آثماً.
وذهب بعض العلماء أن الأمر في الآية على سبيل الوجوب. وقالوا : إن الاستعاذة واجبة عند إرادة القراءة.
وعلى مذهب القائلين بالوجوب لو تركها القارئ يكون آثماً.
صيغة الاستعاذة
المختار لجميع القراء في صيغتها أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لأنها الصيغة الواردة في سورة (النحل) ولا خلاف بينهم في جواز غير هذه الصيغة ، الواردة عن أهل الأداء، نحو أعوذ بالله من الشيطان أم زادت نحو أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
كيفية الاستعاذة
روي عن نافع أنه كان يخفي الاستعاذة في جميع القرآن الكريم ، وروي مثل هذا عن حمزة أيضاً ،
وروي عن خلف عن حمزة أنه كان يجهر بها أول الفاتحة خاصة ويخفيها بعد ذلك في جميع القرآن.
وروي عن خلاد أنه كان يجيز الجهر والإخفاء جميعاً ولا ينكر على من جهر ولا من أخفى.
مواضع الإخفاء
1 ـ إذا كان القارئ يقرأ سراً سواء أكان منفرداً أم في مجلس.
2 ـ إذا كان خالياً وحده سواء أقرأ سراً أم جهراً.
3 ـ إذا كان في الصلاة سواء أكانت الصلاة سرية أم جهرية.
4 ـ إذا كان يقرأ مع جماعة يتدارسون القرآن كأن يكون في المقرأة ولم يكن هو المبتدئ بالقراءة.
وما عدا ذلك يستحب فيه الجهر بها.
أوجه الاستعاذة
الاستعاذة لها مع البسملة عند أول السورة ـ سوى براءة ـ أربعة أوجه:
1 ـ قطع الجميع.
2 ـ وصل الجميع.
3 ـ وصل ألأول بالثاني مع الوقف عليه وقطع الثالث.
4 ـ قطع الأول ووصل الثاني بالثالث.
أما إذا كان مبتدئاً بأول سورة براءة فيجوز له وجهان:
1 ـ الوقف على الاستعاذة ، والبدء بأول السورة بدون بسملة.
2 ـ وصل الاستعاذة بأول السورة بدون بسملة أيضاً.
فائدة
لو قطع القارئ قراءته لعذر طارئ قهري كالعطاس أو التنحنح أو لكلام يتعلق بمصلحة القراءة لا يعيد الاستعاذة.
أما لو قطع القراءة إعراضاً عنها ، أو لكلام لا تعلق له بالقراءة ولو رد السلام فإنه يستأنف الاستعاذة.
البسملة وحكمها
البسملة مصدر بسمل إذا قال بسم الله ، أو إذا كتبها فهي بمعنى القول أو الكتابة.
ثم صارت حقيقة عرفية في نفس [ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ]
والبسملة ليست من القرآن عند المالكية ، وآية من كل سورة عند الشافعية اتفاقاً عندهم في أول الفاتحة ،
وعلى الأصح في غيرها.
وآية من القرآن أنزلت للفصل بين السور وليست من الفاتحة ولا من كل سورة عند المرتضى عند الحنفية وهو المشهور عن الإمام أحمد.
وأما البسملة التي في وسط سورة النمل فهي آية منها بلا خلاف.
وجه الخلاف بين القراء في إثبات البسملة وحذفها
أن القرآن نزل على سبعة أحرف ، ونزل مرات متكررة ، فنزلت البسملة في بعض الأحرف ، ولم تنزل في بعضها ، فإثباتها قطعي وحذفها قطعي وكل منهما متواتر في السبع.
فمن قرأ بها فهي ثابتة في حرفه متواترة إليه ثم منه إلينا.
ومن روي عنه إثباتها وحذفها فالأمران تواترا عنده بأسانيد متواترة.
وبهذا يجمع بين الأحاديث الواردة في إثباتها والأحاديث الواردة في حذفها ـ وبه كما قال بعض العلماء يرتفع الخلاف بين أئمة الفروع ، ويرجع النظر إلى كل قارئ من القراء بانفراده ، فمن تواترت في حرفه تجب على كل قارئ بذلك الحرف وتلك القراءة في الصلاة بها ، وتبطل بتركها أياً كان ، وإلا فلا ،
ولا ينظر إلى كونه شافعياً أو مالكياً أو غيرهما.
ولا خلاف بين العلماء أنها آية من سورة النمل
كما أنه لاخلاف بين القراء في إثباتها أول سورة الفاتحة سواء وصلت بالناس أو ابتدئ بها ، لأنها وإن وصلت لفظاً فهي مبتدأ بها حكماً.
وقد أجمع القراء السبعة على الإتيان بالبسملة عند الابتداء بأول كل سورة سوى سورة براءة
وذلك لكتابتها في المصحف.
وقد اختلف في حكم الإتيان بالبسملة في سورة براءة :
1 ـ فذهب ابن حجر والخطيب إلى أن البسملة تحرم في أولها ، وتكره في أثنائها، وذلك لعدم كتابتها في المصحف ، ولأنها نزلت بالسيف.
2 ـ وذهب الرملي ومشايعوه إلى أنها تكره في أولها ، وتسن في أثنائها.
الخميس سبتمبر 22, 2011 10:43 pm
