اللغة التي نزل بها القرآن :ـ
في أوائل القرن السابع الميلادي ، وفى إبان الدعوة الإسلامية ، وحين كان القرآن ينزل على الرسول عليه الصلاة والسلام ـ كانت القبائل العربية غير موحدة اللغة ، فقد كانت تتحدث بعدة لهجات ، بل كان لكل قبيلة ألفاظها وتعبيراتها ، لكن هذه الألفاظ والتعبيرات ، كانت ضمن الإطار العام للغة أَلأُْمّ ، اللغة العربية التي كان يسجل بها الديوان العربي نثره ونظمه ، وحكمته ، ويشاء الله أن تكون لغة قريش وسطاً بين هذه اللغات ، واللهجات ، وأن تكون على مر الزمن ـ قبل الإسلام بحكم اشتمالها على دلالات اللهجات عند القبائل العربية ـ أقوم ألسنة العرب وأعذبها بياناً ، ومن هنا رأينا إرادة الله ، توجه نبيه أن تكون لغة قريش هي أغلى وأثمن ما كان يملكه الرسول من تعبير عربي وقدرة إبانة ، ومن هنا كانت لغة قريش موجهة لكل لغات العرب ولهجاتهم ، لذلك نزل القرآن ، أول ما نزل بلهجة قريش من لغة العرب ، كما صرح بذلك عثمان بن عفان حين قال للكتاب الذين كلفهم بنسخ نسخ من القرآن .
( المصاحف العثمانية )
حيث قال لهم : ( إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شئ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ) رواه البخاري .
واستمر القرآن ينزل بلهجة قريش طيلة المرحلة المكية ، وكان الناس يقرؤونه بيسر من أهل مكة وممن حولها .