فرضية علم التجويد:ـ
قال ابن غازي: اعلم أن علم التجويد لاخلاف في أنه فرض كفاية ، والعمل به فرض عين علي كل مسلم ومسلمة من المكلفين.
وقد ثبتت فرضيته بالكتاب والسنة وإجماع الأمة،
أما الكتاب فقوله تعالى: ِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (المزمل: من الآية4)
وأما السنة منها ما رواه مالك في موطئه والنسائي في سننه والطبراني في الأوسط والبيهقي في شعب الإيمان عن حذيفة عن رسول الله أنه قال: ( اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها).
والمراد بلحون العرب قراءة الإنسان بحسب جبلته وطبيعته علي طريقة عرب العرباء الذين نزل القرآن بلغتهم .
والمراد بلحون أهل الفسق والكبائر:
مراعاة الأنغام المستفادة من العلم الموضوع لها.
وإن قرأه علي حسب ما أنزل الله فإنه يكون مكروهاً.
ميراث رسول الله صلي الله عليه وسلم:ـ
من لم يكن وارثاً لرسول الله في مقام تلاوة القرآن ، إنما يتلوا حروفاً ممثلة في خياله ، فلا يصل إلي قلبه منه شيء.
الإجماع:ـ
وأما إجماع الأمة : فقد أجمعت الأمة المعصومة من الخطأ علي وجوب التجويد من زمن النبي إلي زماننا ولم يختلف فيه عن أحد منهم.
وقال الشيخ نور الدين المنزلي:
لا يجوز لشيخ أن يقدم علي قراءة الناس حتى يعرف ثلاثة علوم:
علم الرسم ، وعلم التجويد، وعلم القراءات.
لأنه ربما رأى شيئاً في المصاحف من الرسم المجمع عليه فيغيره .
وربما رأى قراءة تخالف محفوظه فيغيرها ، فيحرم عليه ذلك.