إنَّ معنى توقيفي : هو أنَّ كتابة المصحف بالرسم العثماني قائمة على سند من الشرع لا يصح تجاوزه إلى غيره ، ولا تصح مخالفته.
ومعنى اصطلاحي : هو أنَّ الشرع ترك رسم المصحف مباحاً لاجتهاد الناس بما يتناسب مع كل أمة ، وكل عصر ، فلم يأمر برسم معين ولم يوص به.
والراجح من هذه الأقوال وبعيداً عن الخلافات أقول : إنَّ رسم المصحف توقيفي لأنه من السنة العملية التقريرية ؛ لأنَّ هذا الرسم كتب به كُتَّاب الوحي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أقرهم صلى الله عليه وسلم على ذلك.
ونُسِبَ رسم المصحف إلى عثمان لأنه هو الذي نسخ ما في الصحف في مصحف واحد بين دفتين ليجمع الأمة على ما قرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم أما في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد أبي بكر كان قاصراً على الحفاظ ولم يكن مصحفاً ذا دفتين بالمعنى المفهوم والشكل المشهور.