كلام المستشرقين والرد عليهم : ـ
دأب المستشرقون على النيل من الإسلام فاتخذوا من تعدد القراءات وسيلة للطعن فيه . كيف تفند هذا القول ؟
زعم المستشرقون أن مصدر القراءات ، اللهجات واختلافها ، وهيكل الخط العربي بدون نقط أو شكل ، وأنه كانت هناك طائفة من المسلمين تميل إلى توحيد النص القرآني ، ولكن ميلهم إلى هذا التوحيد لم يظفر إلا بتأييد ضئيل.
الرد عليهم : ـ
أولاً : ـ ظهرت قراءات القرآن في عهد رسول الله ـ قبل تدوين المصاحف ، وكان الاعتماد في نقلها على التلقي من فم رسول الله .
ثانياً : ـ ظهرت القراءات قبل النقط والشكل ، وكان الاعتماد في نقل القرآن على حفظ السطور والصدور ، إذْ أن نقط الإعراب وضعه أبو الأسود الدؤلي بأمر زياد بن أبي زياد ، والي البصرة في خلافة معاوية بن أبي سفيان .
ونقط الإعجام وضعه نصر بن عاصم ويحي بن يعمر ، بأمر الحجاج بن يوسف الثقفي ، والي العراق من قبل أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان.
ثالثاً : ـ اعتماد قراءات القرآن على النقل والرواية ، إذْ أن قراءات القرآن لابد أن تكون متواترة ، فهي منقولة بالتواتر عن النبي عن جبريل عن رب العزة . وهكذا تلقاها الخلف عن السلف.
رابعاً : ـ اتفق المسلمون منذ عهد النبي على أنه لا رأي لأحد في القراءة بعد ما سمعوه من النبي ـ ولا عمل إلا بما ثبت عنه ، ولا قبول إلا بما قرأ به .
خامساً : ـ إن الاختلاف في الرسم بين مصاحف عثمان قليل ، وقد كان اختلاف الرسم في المصاحف العثمانية ـ على أساس من القراءات الثابتة عن رسول الله ـ ولم يكن اختلاف القراءات بسبب الرسم ، كما زعم المستشرقون وأذنابهم.