المصدر الثاني للقراءات ـ باعتبار التلقي والمشافهة والسماع من رسول الله ـ هو الروايات المتواترة ، المنقولة سماعاً من الصحابة ، كما سمعوها من رسول الله ، حيث تفرق الصحابة في الأمصار وكثر الآخذون عنهم ، وكان من الآخذين عن الصحابة ، الأئمة الأعلام ، الذين اجتهدوا في ضبط هذه القراءات ، وميزوا بين المتواتر والشاذ ، على أسس علمية سليمة ، وأركان مضبوطة .
وبسبب تصدي هؤلاء الأئمة الأعلام لتلقي القراءات وإقرائها ، نسبت أليهم ، نسبة أداء ونقل وتميز ، لانسبة إنشاء .
ومن هنا قيل : القراء السبعة ، أو العشرة ، أو الأربع عشر .
ولذلك فإن أئمة القراءات ليس لأحد منهم أن يقرأ آية أو كلمة أو حرف ـ برأيه ، أو بالقياس اللغوي ، أو بالاستحسان العقلي أو إتباع اللهجات ، بل يقرأ بما نقل عن طريق التواتر عن رسول الله ، لأن القراءة سنة متبعة ونقل محض ، فلابد من إثباتها وتواترها .